إنتاج خلية كربونية لعلاج السرطان

الكربون الستيني عنصر جديد تمكن علماء المركز القومي للبحوث بمصر من تحضيره.. والكربون الستيني نوع نادر من أنواع الكربون له استخدامات عديدة أهمها أن له دورا فعالا في علاج السرطان. هذه المادة النادرة يتم استيرادها من دولة معينة تحتكرها وتكاليفها باهظة. ونظرا لأهميتها واستخداماتها في أوجه عديدة صناعية وطبية فهي مادة فائقة التوصيل الكهربائي وتدخل في كثير من الصناعات المهمة مثل شرائح الكمبيوتر والأجهزة الطبية والكهربائية.


قام فريق بحثي بالتوصل لإنتاج هذه المادة من مكونات مصرية وذلك من خلال مشروع علمي مشترك بين علماء المركز القومي للبحوث وأكاديمية البحث العلمي من متخصصين وباحثين بقسم الأطياف والأطياف الجزئية بالمركز برئاسة د. علي شبكة الذي يقول إن تحضير الكربون الستيني الذي توصل الفريق إلى إنتاجه سوف يوفر عناء البحث عنه بالعالم المتقدم إلى جانب توفير العملة الصعبة التي تُدفع فيها أرقام فلكية.

وعن كيفية تحضيره يقول الدكتور شبكة، إنها تتم بطريقة قوس التفريغ الكهربائي من خلال نظام عمل يحتوي على خلية تم تصنيعها محليا بمركز الأجهزة العلمية التابع لأكاديمية البحث العلمي وتتصل الخلية بنظام تفريغ ومثبت عليها قضيبان يحملان أقطاب الكربون ومتصلان بجهد مستمر قوته 100 أمبير، ويعتمد نظام تفريغ الخلية على وحدتين يتم من خلالهما سحب جميع الغازات من داخل الخلية حتى يقل الضغط داخلها ليصل إلى درجة منخفضة جدا وهي الدرجة التي يتم عندها تشغيل الخلية بعد توصيل مصدر الجهد بأقطاب الكربون.

وضمن خطوات الدراسة يتم تمرير غاز خامل داخل غرفة التشغيل مثل غاز الهيليوم حتى يساعد على تبريد وتكثيف ذرات الكربون مع بعضها من دون أن يشترك في أي تفاعلات وعندما يتم احتراق الكربون بعد التسخين تنطلق ذرات الكربون لترتبط مع بعضها تحت الضغط المنخفض وتحدث شرارة وهذا يعني أن ذرات الكربون خرجت من قطب الكربون العادي ثم يحدث التماسك لكل 60 ذرة مع بعضها مكونة الكربون الستيني، ويندمج الكربون الجديد مع مواد كيميائية أخرى منها الكربون العادي، والكربون في صورة الأنابيب الكربونية النانومترية. ولكي يتم فصل الصورة الجديدة للكربون منفردة يتم إجراء بعض العمليات الكيميائية باستخدام المذيبات العضوية بالإضافة إلى عمليات الترشيح المناسبة، وللتأكد من كون المادة المستخلصة هي الكربون الستيني يتم عمل تحاليل طيفية باستخدام طبق الأشعة تحت الحمراء والمرئية وفوق البنفسجية مع مقارنة النتائج المصرية مع النتائج المنشورة عالمياً لأطياف هذا النوع من الكربون وقد ثبت من خلال الدراسة تطابق النتائج بدقة متناهية.