هاااااااااااااااام .............. يستحق القراءة

عواطف مدلول
تصوير عبدالزهرة الهلالي
التلوث الناشئ عن استخدام المولدات الكهربائية
تزايدت مصادر التلوث في العراق مؤخراً اثر ظهور ممارسات واستخدامات استمدت لاحتياجات مختلفة جديدة في ظروفه الحالية في مقدمتها المولدة الكهربائية التي لجأ المواطن العراقي لاستخدامها بعد ان شهدت منظومة الكهرباء عجزاً واضحاً الى الحد الذي لم تعد فيه بامكانها ان تلبي متطلباته منها حتى بات يعتمد اعتماداً كلياً على المولدة الكهربائية




ولم يستطع الاستغناء عن وجودها في حياته لكن برغم انها ساعدت بحل اكبر واهم مشكلة تواجهه الان من جهة الا انها لا تخلو من مخاطر من جهة أخرى حيث تركت آثارها الصحية والبيئية عليه والتي لاتعد ولا تحصى.
غاز اول اوكسيد الكربون co
في حلقة نقاشية نظمتها وزارة العلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة البيئة تحت عنوان (التلوث الناشئ عن استخدام المولدات الكهربائية) شارك بها عدد من المختصين والباحثين منهم نبيل هاشم امين معاون رئيس قسم المعالجة البيئية في وزارة العلوم والتكنلوجيا الذي تناول محوراً مهماً وهو تأثير استخدام المولدات الكهربائية في زيادة التعرض السكاني لغاز اول اوكسيد الكربونCO فقد اكد فيه:
ان استخدام المولدات الكهربائية (الثابتة والمتحركة) اصبح شائعاً في العراق بعد العجز الواضح الذي تعاني منه منظومة الطاقة الكهربائية وبالاخص بعد عام 2003 الا ان تشغيل تلك المولدات التي تعمل بالبنزين او الكازولين يتسبب في زيادة تعرض الساكنين الى الملوثات المطلقة من هذه المكائن منها غاز اول اوكسيد الكاربونco وغاز ثاني اوكسيد الكاربونco2 والهايدروكاربونات والدقائق العالقة وغيرها من الملوثات الهوائية فالمعروف ان غاز اول اوكسيد الكاربون هو غاز عديم اللون والطعم والرائحة يتولد عند احتراق الوقود الكاربوني في ظروف تهوية غير مناسبة والاحتراق غير التام يولد غاز CO بدلاً من Co2 اذ يحدث الاحتراق غير التام عند حصول نقص في اي من المتغيرات التالية: وفرة الاوكسجين ودرجة حرارة اللهب وبقاء الغاز عند درجات حرارة عالية والاضطرابات التي قد تحدث في حجرة الحرق والجدير بالذكر ان 70% من انبعاث غاز CO الى الهواء الجوي ينتج عن قطاع النقل (السيارات والمركبات) حيث يتسبب التعرض لتراكيز عالية من co في تقليل قابلية الدم على نقل الاوكسجين الى خلايا الدم فعندما يستنشق غازco يتحد مع هيموكلوبين الدم مكونا مركباً يعرف بـ(كاربوكسي هيموكلوبين) (COH6) وبما ان غاز اول اوكسيد الكاربون يمتلك قدرة اعلى على الاتحاد مع هيموكلوبين الدم من الاوكسجين فانه بالتالي يقلل من كمية الاوكسجين المنقول في مجموعة الدم فتتأثر وظيفة الدماغ وتزداد دقات القلب كمحاولة لتقليل النقص في الاوكسجين الواصل الى الخلايا عندما تقل كمية الاوكسجين المنقولة عبر الدم.
التسمم بالرصاص المنبعث
ويشير في دراسته هذه الى انه تم قياس ثلاثة ملوثات هوائية تنتج عن تشغيل انواع مختلفة من المولدات الكهربائية وهي (غاز اول اوكسيد الكاربون والدقائق العالقة في الهواء وعنصر الرصاص) مضيفاً بقوله: ان التعرض لتراكيز عالية من الدقائق العالقة في الهواء غالباً ما يتسبب في اعتلال الجهاز التنفسي من خلال ترسب تلك الدقائق داخل المجاري التنفسية وبالاخص الدقائق التي تتراوح اقطارها بين 2و 4 مايكرومتر اذ ان هناك العديد من التسميات التي تطلق على الدقائق العالقة في الهواء بالاعتماد على الحجم والحالة (سائلة او صلبة) فتسمى الدقائق الصلبة بالغبار اذا تولدت عن طريق عمليات الطحن والتكسير وتسمى ابخرة اذا تولدت بسبب تكثف البخار اما الدقائق السائلة فغالبا ما يطلق عليها بالضباب ويستخدم مصطلح الدخان لوصف الدقائق التي تتألف بصورة رئيسية من الكاربون وتتولد من عمليات الاحتراق غيرالتام اعلى تركيز مسموح به للدقائق العالقة في الهواء اما فيما يخص الرصاص فأن احتراق وقود المولدات الحاوي على مركب4PD tetvaethly load (C2H5) يتسبب في اطلاق كميات من الرصاص الى الهواء الجوي اذ يترسب معظم دقائق الرصاص العالقة في الهواء في المناطق المحيطة بمصدر الاطلاق ويتعرض السكان الى الرصاص المحمول جواً اما مباشرة عن طريق الاستنشاق او عن طريق الهضم بعد ترسب دقائق الرصاص العالقة على الاغذية فقد بينت الدراسات السابقة ان 33% من دقائق الرصاص المستنشقة تستقر داخل المجاري التنفسية وان 5% من الدقائق المترسبة تنقل الى مجرى الدم والتسمم بالرصاص ممكن ان يحدث في حالة حصول ضرر دائمي في الدماغ واحياناً يؤدي الى الوفاة وغالباً ما يكون تعرض في الاطفال والنساء الحوامل الى الرصاص اكثر من خطورة من غيرهم.
الآثار الصحية لمركب COHB
يوضح نبيل جاسم الاثار الصحية لمركب coHb قائلاً: يعتمد تركيز cohb% في الدم على ثلاثة عوامل هي تركيز co وفترة التعرض ومعدل الاستنشاق ولعل الاشخاص الذين يعانون من امراض القلب هم الاكثر تأثراً بـcohb لان على القلب ان يعمل اسرع لتعويض النقص الحاصل في الاوكسجين الواصل للخلايا وقد اكدت الدراسات السابقة ان الاشخاص المصابين بالذبحة الصدرية يعانون اكثر من غيرهم عند وصول تركيز cohb الى 2% اذ ان تقليل تركيز الاوكسجين في الدم يؤثر في قابلية الدماغ على استلام واصدار الايعازات لاعضاء الجسم ويعاني الاشخاص المصابون بامراض القلب من الاجهاد عند وصول تركيز cohb الى 5% ويعاني معظم الاشخاص من الصداع والدوار عند وصول تركيز coHb الى 10% وتحصل الوفاة عند وصول تركيز coHb الى اكثر من 50% وعادة ما تتراوح تراكيز co في المناطق السكنية بين 5 الى 50 جزءاً بالمليون ويتعرض الاشخاص المدخنون الى غاز co المتولد بفعل احتراق السكائر وغالباً ما يتراوح تركيز coHb في دمائهم بين 5% و10%.
دراسة عملية ونتائج واضحة
واستنتج من خلال دراسته التي اجراها عملياً بالاعتماد على استخدام جهاز portable Dust Sampler (sihffer) في تجمع الدقائق العالقة في الهواء على مرشح ورقي لتقدير تركيز الدقائق العالقة Tsp واستخدام جهاز Inboor Air Quality Meter IAQ-CALC (TSI,US) في قياس تركيز co بوحدة ppm المنبعث من المولدة الكهربائية بعد ان تم اختيار انواع مختلفة من المولدات التي تعمل بوقود البنزين واخرى تعمل بالبنزين المخلوط بزيت المحركات وغيرها تعمل بالكَاز وتم اجراء القياسات الحقلية لغاز اول اوكسيد الكربون والدقائق العالقة في الهواء وتركيز الرصاص في نوعين مختلفين من الوحدات السكنية (شقة سكنية في منطقة الزعفرانية ودارين سكنيين في منطقتي بغداد الجديدة وحي البنوك) واستنتج ان استخدام وتشغيل المولدات الكهربائية في مساحات مغلقة (الغرف المنزلية) تسبب في ازدياد تراكيز co وتجاوزها للحدود المسموح بها gppm لمدة 8 ساعات و35ppm لمدة ساعة واحدة ولذلك لابد من وضع المولدات الكهربائية في مساحات مفتوحة وذلك بهدف تخفيف تراكيز الملوثات التي تطلقها المولدة وكذلك توفير الاوكسجين الذي يمنع تولد غاز co وبالتالي توليد غاز co2 بدلاً عنه والذي يعد غازاً غير سام ويفضل تجنب التعرض لفترات زمنية طويلة الى الغازات التي تطلقها المولدات حيث ان استنشاق الهواء النقي يعمل على ازالة co من الدم بالاضافة الى ذلك فقد بينت القياسات الحقلية ان استخدام المولدات الكبيرة اقل ضرراً من استخدام المولدات الصغيرة على اعتبار ان المولدات الكبيرة غالباً ما توضع في اماكن مفتوحة وبعيدة نسبياً عن الوحدات السكنية كما بينت القياسات الحقلية للدقائق العالقة في الهواء ان استخدام المولدات الكهربائية التي تعمل بوقود البنزين هو افضل صحياً من استخدام المولدات التي تعمل بوقود البنزين مخلوطاً بزيت المحركات حيث لوحظ وجود زيادة واضحة في تراكيز الدقائق العالقة ما بين الحالتين.
المولدات الكبيرة والصغيرة
اما صلاح فرحان شريف مدير مركز بحوث البيئة بالجامعة التكنولوجية فتحدث قائلاً:
ان الاعتماد على المولدات الكهربائية حالة وقتية تزول عند عدم الحاجة اليها ومع ذلك لايمكن الاستغناء عنها او استبدالها في الظروف الانية مما يجعل الحل للتخلص من اثارها السلبية امراً معقداً وسلبياً ولهذا فيجب ان نبحث عن الوسائل الاساسية للسيطرة على تلوث الهواء لاسيما ان هناك احصائيات دقيقة تم القيام بها عن المولدات الكبيرة التي تعمل بالديزل او المولدات الصغيرة التي تعمل بالبنزين وجدنا من خلالها ان الصغيرة هي الاكثر انتشاراً واستعمالاً من قبل المواطن العراقي فلا يكاد يخلو منها كل بيت او محل خصوصاً انها من السهل الحصول عليها وتشغيلها في المناطق السكنية او التجارية اي معظم المناطق ورخيصة الثمن واسعارها مناسبة بالنسبة لمستوى دخل الفرد ولذلك فنحن نتعرض لكميات كبيرة من مختلف انواع الملوثات من هذا الكم الهائل من المولدات وكانت لها اضرارها الصحية فالعوادم الناتجة عن احتراق الوقود اضحت معروفة وهي الكاربون بأحجامه وانوعه وقطرات الوقود والمعادن باحجامها وانواعها وجميعها يعتمد على نوع الوقود وفي مكائن الديزل تكون واضحة مما هي عليه في مكائن البنزين اما الغازات التي تحررها فهي اكاسيد الكربون والنتروجين والمركبات العضوية المتطايرة.
ويضيف هناك نوعان من المولدات الاولى ذات الشوطين يتم فيها عدم الاحتراق بكفاءة عالية والمولدة الثانية ذات الاشواط الاربعة تحرر كميات كبيرة من الوقود غير المحترق وكمية من الزيت على شكل ضباب، لذلك تعد تلك المولدة الملوث الاخطر لانها تنتج مركبات معقدة وهي الهيدروكربون غير المتحلل اذ تقوم بتفاعلات مع مركبات اخرى ينجم عنها مواد اكثر خطورة وتنتقل بواسطةالرياح لاسيما ان المولدة في تماس مباشر لبيئة العائلة واختتم مشيراً الى اهمية تجنب الاثار السلبية للمركبات الناتجة تجنب الدخان الابيض (الهيدروكربون) من خلال وضع كمامة على الفم والابتعاد عنه لانه يعد اخطر ملوث على الانسان من اي ملوث اخر لاسيما ان بقية الملوثات لا تكون سريعة في تأثيرها وقد ترتفع وتتطاير لكن الهيدروكربونات تتميز بكونها ثقيلة.
المعادلة بين الفوائد والمضار
وفي بحث اعده عن قسم نوعية الهواء في دائرة التخطيط والمتابعة الفنية بوزارة البيئة سامي رجب رسول اشار فيه الى ان شحة الكهرباء الوطنية في الوقت الحاضر ومنذ فترة طويلة من جهة وحاجة البلد الملحة للكهرباء في كل مفاصل الحياة فيه الصناعية والتجارية والصحية والثقافية والحياتية من جهة اخرى جعل اعتماد معظم النشاطات الانسانية على توليد الكهرباء موقعياً بواسطة مولدات كهرباء مختلفة الاحجام للاغراض التجارية والاستخدام الصناعي والمنزلي ولهذا تعتبر المولدات الكهربائية حالياً في العراق من ضرورات الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها في كل بيت ومرفق صناعي او تجاري او غيره وان المولدات المتوفرة الان في الاسواق اما أن تكون من مناشئ صناعية غير موثوقة ورخيصة الثمن او تكون مستهلكة واعيد تأهيلها بعد استيرادها من اسواق الخردة العالمية وفي الحالتين نجد ان الملوثات المنطلقة منها تكون جديدة مضاعفة عما لو كانت من مناشئ عالمية وموثوقة وتكون جديدة الا ان الحاجة الماسة والضرورية لمولدات في العراق من جهة والاجراءات الضرورية للحد من تأثيرها البيئي الواجب اتخاذها من قبل الجهات المختصة من جهة اخرى يجعل المعادلة بين الفوائد والمضار صعبة جداً ومعقدة الحل اذ ان حل هذه المعادلة من الضرورات الفنية التي تجعل المحددات البيئية للمولدات الكهربائية دقيقة وسهلة التطبيق.
(الضوضاء والتلوثات المختلفة)
وعن التأثيرات الصحية للتلوث الحاصل من استخدام المولدات يقول: ان المولدات الكهربائية مصدر لكثير من الملوثات البيئية ذات التأثيرات الصحية المختلفة كالضوضاء والتي هي عبارة عن الاصوات غير المرغوب بها الصادرة عن المولدة عند تشغيلها وقد يصل مستوى الضوضاء على بعد قريب من المولدة الى اكثر من 100 ديسيبل وهذا يؤدي الى تأثيرات صحية كبيرة منها الصمم الوقتي وفقدان السمع الدائمي والتوتر العصبي وعدم انتظام عمل الجهاز العصبي غير الارادي والصداع وفقدان الشهية للطعام وفقدان التركيز واضطراب النوم وغيرها الكثير من التأثيرات الصحية بالاضافة الى تلوث الهواء الذي يصدر من المولدة الكهربائية والناتج عن احتراق الوقود فيها واهم الملوثات التي تلوث الهواء المحيط هي:
(Total Suspended Particles) TSP مجموع الدقائق العالقة التي يقصد بها دقائق الدخان المنبعث والابخرة الهيدروكربونية والسخام وقد تكون هذه الدقائق صلبة او سائلة وهي ذات احجام اقل من 10 ما يكرومتر اي يمكن استنشاقها وتسبب العديد من الاعراض والامراض مثل الحساسية والربو وتهيج الانف والعيون وضيق التنفس وتفاقم التهاب القصبات وتقليل كفاءة الرئة وقد تسبب امراضاً خطرة كالسرطان نتيجة استنشاق الابخرة الهيدروكربونية باستمرار ومن الملوثات الصادرة ايضاً co احادي اوكسيد الكربون والذي ينتج بسبب عدم الاحتراق المتكامل للوقود في الماكنة ويسبب الاختناق والتسمم والعديد من الامراض وكذلك so2 ثنائي اوكسيد الكبريت والذي ينبعث جراء احتواء الوقود على الكبريت كشوائب لا يمكن التخلص منها وينجم عنه العديد من امراض الجهاز التنفسي مثل التقليل من كفاءة الرئة والحساسية والربو وغيرها وNox اكاسيد النتروجين وينتج نتيجة تأكسد النتروجين الجوي بسبب ارتفاع درجة الحرارة في داخل اسطوانة الاحتراق الداخلي بالاضافة الى ان هناك ملوثات هواء اخرى كثيرة والى جانب تلوث الهواء من التلوثات التي ينبغي الاشارة اليها هي تلوث الموقع بمخلفات الدهون والوقود وهي مخلفات تسبب تلف ارض الموقع بمخلفات عديدة نتيجة انسكاب زيوت التشحيم والادامة اضافة الى الوقود مما يؤدي الى موت الارض في موقع المولدة ولفترة طويلة جداً تمتد الى الآف السنين بسبب عدم تحلل هذه المواد الملوثة قبل مرور هذه الفترة الزمنية كما ان هناك نوعاً اخر من التلوث وهو الناظري الذي يجعل كل ناظر الى موقع المولدة تتأثر فيه مشاعر الاشمئزاز والنفور والتشاؤم نتيجة وجود البراميل والاسلاك والمخلفات الميكانيكية علماً اننا هنا لا نتكلم عن موقع صغير يمكن السيطرة عليه ولكننا نتكلم عن الآف من حالات التلوث الناظري وفي كل شارع ومنطقة وهي حالة بيئية خطرة بالاضافة الى التلوث الحاصل من الاشعاع غير المؤين والملوثات الفيزيائية الاخرى فمن المعلوم ان المولدة تولد مجالاً كهربائياً متذبذباً يرسل عن طريق الاسلاك الى البيوت. وهناك مجالاً مغناطيسي مرادف له ومتذبذب معه وهذا يعني ان هناك مستويات محددة من الاشعاع الكهرومغناطيسي ذي طاقة واطئة (غير مؤين) له تأثيرات صحية عديدة على صحة الانسان خصوصاً اذا كان قريباً جداً من المولدة وهناك ايضاً التلوث بارتفاع درجة حرارة الهواء وهذا ايضاً هو اشعاع غير مؤين (اشعة تحت الحمراء اي حرارية) وهناك ملوث مهم جداً وهو الاهتزاز vibration وهو مرادف للضوضاء ويقاس بنفس وحدات قياسها وهو الديسيبل وتأثيرات الاهتزاز كثيرة ومشخصة حيث يؤثر على الجهاز العصبي الارادي والجهاز العصبي غير الارادي ويسبب الكثير من الامراض الخطرة.
وزارة البيئة والمولدات الكهربائية
تم منذ سنين عديدة في الدوائر البيئية في العراق تشخيص المولدات الكهربائية بأنها من مصادر التلوث البيئي الكبرى في القطر استناداً الى عدد من المعطيات يذكر سامي رجب رسول اهمها قائلاً المساهمة العظيمة للمولدات في نشر الضوضاء البيئية حيث تتواصل شكاوى المواطنين التي ترد الى وزارتنا مساهمتها في نشر ملوثات الهواء بانواعها بسبب حرق الوقود بانواعه (الديزل والبانزين وغيرهما) والحاجة العظمى لنصبها في جميع مناطق القطر وبشكل لايمكن السيطرة عليه.
علماً ان شكاوى المواطنين انصبت في معظمها على الضوضاء التي لاتطاق تحديداً لهذا اعتبرنا الضوضاء اهم ملوث بيئي تسببه المولدات ولذلك فقد بدأنا في دائرتنا عام 2002 بدراسة حجم التلوث الصادر عند تشغيل المولدات واهم الاستنتاجات التي تم التوصل اليها هي ان مستوى الضوضاء الصادر عن مولدة بحجم اقل من 500kv وعلى بعد 7m عن المولدة يساوي 78.5dB(A) عموماً وان مستوى الضوضاء الصادر عن مولدة بحجم اكبر من 500kv ولغاية 1500kv هو 79.8(A) عموماً على بعد 7m علماً ان هذه القياسات اجريت على مولدات محتواة في حاوية مغلفة بمواد ماصة للضوضاء (container) اما اذا كانت المولدة غير محتواة في حاوية مانعة للضوضاء فيمكن ان يصل مستوى الضوضاء الى اكثر من 90dB(A) أو 100dB(A) في الكثير من الحالات وعلى بعد 7m عن المولدة ثم بعد ذلك وضعت محددات بيئية تضم محددات موقعية ومتطلبات بيئية للمولدات الكهربائية المستخدمة للاغراض التجارية المنصوبة اصلاً والمطلوب نصبها مستقبلاً وكان الاساس العلمي لوضع محددات بيئية للمولدات هو ان المولدة ذات الطاقة (500kv) فما فوق الى حد (1500kv) يمكن اعتبارها مشابهة لاي معمل اعتيادي يستخدم حرق وقود الديزل (استناداً الى كمية الوقود المستهلك) ويمكن فرض نفس المحددات الموقعية للمعمل على مولدة الكهرباء مضافاً اليها محددات الضوضاء الموقعية المنصوص عليها في مراجع منظمة الصحة العالمية (who) أما المولدات الاصغر حجماً (55kv) ولغاية (500kv) فيمكن اعتبارها مشابهة للافران والمخابز تضاف اليها محددات الضوضاء وعلى نفس الاساس اما الاساس العلمي الاخر الذي استند عليه في وضع المحددات البيئة هو ان شدة الضوضاء تقل الى النصف عند مضاعفة المسافة بين المصدر والمستمع استناداً الى قانون التربيع العكسي لانتقال الصوت وهذا معناه ان مستوى ضغط الصوت الذي يتناسب لوغارتمياً وبشكل نسبي يقل بمعدل 6 db (A) تقريباً عند مضاعفة المسافة عند المصدر مقترحات وتنسيق وهكذا تم اقتراح المحددات الموقعية والمتطلبات البيئية للمولدات المستخدمة للاغراض الصناعية في حينها عام (2002) والتي تقضي بالزام مالكي المولدات الكهربائية المستخدمة للاغراض التجارية بابعادها مسافة لا تقل (m 250) عن اقرب نشاط خدمي (مستشفى، مدرسة، دائرة حكومية) او حافة منطقة سكنية عندما تكون المولدة ذات سعة (500 KV) فما فوق او 150m عندما تكون المولدة ذات سعة اقل من (500 kv) وان يتم احتواء المولدة في غرفة مبنية بمواد البناء الاعتيادية وبمقاييس ومواصفات كافية لجعل مستوى الضوضاء لا يتجاوز مستوى الضوضاء البيئية في المناطق المتأثرة بها سواء كانت سكنية او تجارية او صناعية علماً ان محددات منظمة الصحة العالمية للضوضاء البيئية هي كالأتي اولاً 55-50 (db)A (فترة تعرض 16 ساعة) للمناطق السكنية ثانياً:
70dB(A) (فترة تعرض 24 ساعة) للمناطق التجارية والصناعية اما في سياق التنسيق مع الجهات الاخرى نذكر هنا ان دائرتنا سبق لها ان اشترطت في احدى السنين وبالتنسيق مع وزارة الصحة ان تكون جميع مولدات الكهرباء المنصوبة لصالح وزارة الصحة والمنصوبة في المستشفيات وغيرها ان تكون محتواة في حاوية خاصة وان لا يتجاوز مستوى الضوضاء على بعد 7m عن المولدة على db(A) 85 وهذا ما جعل تأثير تلك المولدات على البيئة المجاورة محدداً.

شكرا جزيلا الموضوع رائع أرجو منك ارسال ( صور أوفلاش وارسال رابط الموضوع )
وأرجو المشاركة في ( المودونة والتقويم والمجموعة البريدية
المدرس هايل البيطار