أكد خبير البيئة العالمي دكتور مصطفى كمال طلبة -الرئيس السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة- أنه بالإضافة إلى ما يسببه تآكل طبقة الأوزون من فقدان للبصر، وزيادة حالات الإصابة بسرطان الجلد؛ نتيجة للتعرض الزائد للأشعة فوق البنفسجية –فقد اكتشف العلماء مؤخرًا تأثيرًا كبيرًا لهذه الأشعة على جهاز المناعة لدى الإنسان، وقال: إن التعرض لهذه الأشعة يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، وهو نفس تأثير الفيروس المسبب لمرض نقص المناعة (الإيدز)، وأوضح رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن الدول الكبرى تتحمل وحدها مسئولية هذه الكارثة البيئية؛ إذ إنها تنتج 97% من الكمية المنتجة لغاز الفريون (الكلور فلوركاربون) المتسبب الرئيس في تآكل طبقة الأوزون، التي لا يزيد سمكها في الغلاف الجوي عن مليمتر واحد؛ حيث تنتج الولايات المتحدة وحدها 34% من هذه الكمية، تستهلك منها 33% بينما تنتج دول أوروبا الغربية 35%.
واتهم د.طلبة الغرب بأنانيته الشديدة حتى في تعامله مع قضايا البيئة، مؤكدًا أنه مثلما أن هناك انتقائية سياسية، ومعايير مزدوجة من جانب الغرب في تناوله لمختلف القضايا السياسية الدولية، خاصة المتعلقة منها بمنطقة الشرق الأوسط -هناك أيضًا انتقائية في تناول قضايا البيئة العالمية، موضحًا أن ما يحكمنا حتى في قضايا البيئة هو منطق التجارة والاقتصاد والسياسة، وليس منطق العلم الذي يجب أن يسود –على حد قوله- في مثل هذه القضايا!.
وأشار طلبه إلى أنه بينما اهتمت الدول الغربية بقضية ثقب الأوزون؛ لتوابعها على العالم كله، خاصة وأن الإنسان الأوروبي أكثر من غيره تأثرًا بالأشعة فوق البنفسجية؛ نظرًا لبشرته البيضاء -نجد إهمالاً واضحًا من جانب هذه الدول لقضايا التصحُّر التي لا تقل خطورة عن تآكل طبقة الأوزون في تأثيرها على البيئة العالمية، وأرجع طلبه ذلك إلى عدم معاناة الدول المتقدمة من مشكلة التصحر، التي يعاني منها بالأساس دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وبعض دول شرق آسيا الفقيرة، موضحًا أن الغرب ما زال يناور في التوقيع على الاتفاقيات الدولية لمكافحة التصحر.
وكان رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة قد تناول مختلف قضايا البيئة العالمية ودعا إلى ضرورة التعاون بين دول العالم جميعًا؛ لحل مشكلات البيئة، مؤكدًا أن قضايا البيئة لا يصح أن تُدمج في القضايا السياسية لخطورة ذلك على الكرة الأرضية، وأن الخلاف السياسي لا يجب أن يكون سببًا في تدمير البيئة العالمية، كما دعا إلى ضرورة اهتمام الدول النامية بقضية التنمية، حتى وإن كانت لها تأثيراتها الجانبية–في بعض مجالاتها- على المناخ البيئي، مؤكدًا على أولوية التنمية لهذه الدول وأفضليتها على أي قضية أخرى، شريطة ألا يؤدي ذلك إلى تدمير البيئة
يذكر أن علماء استراليون قالوا في مجلة دير شبيجل الالمانية إن ثقب طبقة الأوزون يشهد توسعا متسارعا غير معهود قد يغطي القارة المتجمدة الجنوبية
واعتبر رئيس الفريق العلمي الاسترالي اندرو كلوكوسيوك عودة ثقب الأوزون إلى التوسع بسرعة امرا مقلقا مستذكرا ان الثقب لم يصل إلى مثل هذا الاتساع إلا خلال خمسة عشر عاما مضت حين بلغ الثقب ذروة اتساعه في نهاية الألفية الماضية قبل أن يعود تدريجيا إلى الانغلاق
وقال ان حسابات دقيقة اظهرت أن توسع مساحة ثقب طبقة الأوزون بلغ اكثر من 28 مليون كيلومتر مربع أي اكثر من ضعف مساحة استراليا